الوجهات السياحية
الأنشطة
واتساب

متحف حلب الوطني

متحف حلب الوطني

متحف حلب الوطني

متحف حلب الوطني يُعتبر من المتاحف البارزة في سوريا، حيث أُسس عام 1931 في مدينة حلب. يضم المتحف مجموعة قيمة من الآثار التي تعكس تاريخ محافظة حلب والتاريخ العالمي. يُعتبر هذا المتحف واحدًا من أهم المتاحف في العالم بفضل ما يحتويه من مقتنيات تعود إلى حقبة ما قبل الميلاد. وقد أُنشئ في البداية ليحتوي على الآثار المكتشفة في تل حلف برأس العين، لذا تم تزيين مدخل المتحف بنسخة من واجهة القصر الملكي في تل حلف، والتي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

في البداية، اتخذ متحف حلب قصر عثماني، ولكن مع تزايد عدد الآثار المعروضة، قررت السلطات الأثرية إنشاء متحف جديد يتناسب مع المكانة الثقافية الرفيعة لحلب. لذا، تم هدم القصر العثماني في عام 1966، وتم بناء متحف حديث بدلاً منه. ما يميز هذا المتحف عن غيره من المتاحف العالمية هو أن جميع مجموعاته الأثرية سورية بالكامل، على عكس المتاحف الأخرى التي تحتوي على قطع من دول مختلفة. وتبرز معروضاته القيمة الحضارية التي تعكس تاريخ المنطقة الممتد لآلاف السنين.

أقسام متحف حلب الوطني

يتكون المتحف من أربعة أجنحة موزعة على طابقين داخل المبنى، وهي:

  1. جناح الآثار السورية القديمة، (الشرق القديم)
  2. جناح الآثار القديمة
  3. جناح الآثار العربية والإسلامية
  4. جناح الفن الحديث

جناح الآثار السورية القديمة (الشرق القديم)

يتكون جناح الآثار السورية القديمة من ثلاثة أقسام، يحتوي كل منها على عدة قاعات صغيرة. تم تنظيم طريقة العرض وفق تسلسل زمني، مع الحفاظ على الآثار المرتبطة بمنطقة جغرافية معينة في قاعة واحدة. يضم الجناح حوالي 20,000 قطعة أثرية، موضوعة في خزائن، حيث تم تزويد كل خزينة بشرح عن الآثار باللغتين العربية والإنجليزية. كما يتم تصنيف الآثار حسب المناطق.

  • آثار مملكة ماري، آثار حماه، آثار رأس الشمرة
  • آثار إيبلا
  • آثار تل حلب، آثار إرسلان طاش، وتل حاجب
  • آثار تل أحمر، آثار تل الخويرة
  • آثار تل حلف
  • آثار الحسكة والخابور والرقة

جناح الآثار القديمة

يتم تنظيم الآثار في هذا الجناح وفق تسلسل زمني، حيث تُعرض الآثار اليونانية أولاً، تليها الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى بعض التماثيل من الفترات الأخمينية والبارثية. ويبلغ العدد التقريبي لهذه القطع الأثرية حوالي 6000 قطعة. تم عرض محتويات هذا القسم في خزائن متخصصة لكل نوع من القطع، مثل خزائن الأواني الفخارية، والسرج الفخارية، والقطع البرونزية، والزجاج، والنقود، وغيرها. كما تم عرض بعض المنحوتات والجرار الفخارية الكبيرة بشكل حر في أرجاء الصالة. 

تُعتبر أهم المعروضات في المتحف الكلاسيكي من مدينة منبج، التي كانت مزدهرة في العهدين الروماني والبيزنطي، وأصبحت في تلك الفترة مركزاً للإنتاج الفني في شمال سورية بعد انتشار مدرسة تدمر الفنية. وقد تميزت كل من المدرستين بالطابع المحلي، مما يدفعنا للاعتقاد بأن الفنانين من منبج وتدمر استوعبوا التقاليد الفنية الرومانية واستفادوا منها، لكنهم ظلوا فنانين محليين أصليين حافظوا على تقاليد بلادهم.

جناح الآثار العربية والإسلامية

يُعتبر عام 1975 علامة فارقة في تاريخ الآثار الإسلامية في حلب، حيث تم افتتاح قسم خاص بالآثار الإسلامية إلى جانب الأقسام الأخرى، وذلك بناءً على مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية. يضم هذا القسم 525 قطعة معروضة، منها 225 قطعة نقدية. كما يحتوي على مجموعة متنوعة من الجرار، والكتابات، والأواني الفخارية والزجاجية التي تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ العربي الإسلامي، بما في ذلك بعض المخطوطات والرنوك المملوكية، بالإضافة إلى قبر إسلامي مزخرف يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي. 

توجد أيضًا قاعة مميزة تضم سقف بيت صادر الجميل، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ويتميز بزخرفته وكتاباته، بالإضافة إلى بعض قطع السجاد النادرة. كما تم وضع نموذج مصغر لمدينة حلب ضمن الأسوار في وسط الجناح.

جناح الفن الحديث

يحتوي المعرض على لوحات بارزة وتماثيل لفناني حلب وسوريا، مثل فتحي محمد وفاتح المدرس ولؤي كيالي وغيرهم. كما يضم أيضًا فسيفساء صرين الرائعة التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، والتي تمثل آلهة وراقصات ومشاهد صيد.

باحة المتحف الداخلية

تأسست في عام 1974، وتحتوي على مجموعة من التماثيل البازلتية الكبيرة للآلهة حدد وتيشوب، مع نقوش هيروغليفية حثية تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. كما تضم أيضًا تماثيل رومانية وفسيفساء من القرن الثالث الميلادي تُظهر مشاهد صيد.

باحة المتحف الخارجية

تحتوي المجموعة على قطع أثرية تعود إلى عصور آشورية ورومانية وبيزنطية وعربية إسلامية. من بين هذه القطع، يوجد حجر بازلتي يمثل رجلين مجنحين في حالة حركة حول الشمس والقمر، وقد تم اكتشافه في المعبد الحثي في قلعة حلب ويعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد. 

كما يضم متحف حلب العديد من الروائع الأثرية، مثل تمثال أمبوشاد، الكاتب الرئيسي في ماري من الألف الثالث قبل الميلاد، بالإضافة إلى المزهرية الحجرية الستآتيت. ومن بين القطع الأخرى، تمثال لإله مصنوع من البرونز المذهب يعود إلى مصياف في الألف الثاني قبل الميلاد، حيث يظهر الإله جالسًا على كرسيه، ويعتقد أنه إيل، بينما يقف أمامه ملك ماري من نفس الفترة. 

توجد أيضًا مشاهد أسطورية من الحجر البازلتي من تل حلف تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وتمثال لكائن مجنح من نفس الموقع. بالإضافة إلى ذلك، هناك تمثال أسد بازلتي آخر من أرسلان طاش يعود إلى القرنين التاسع أو الثامن قبل الميلاد، ونصب بازلتي من عين دارا يعود أيضًا إلى القرن التاسع قبل الميلاد، ونصب للرب ملقارت الفينيقي من نفس الفترة، وغيرها من القطع القيمة.

الدور الأرضي

في الطابق الأرضي، يتكون المتحف من قسمين رئيسيين: قسم الثقافة وقسم ما قبل التاريخ السوري والحضارات القديمة. القسم الأول هو قاعة واسعة تضم مجموعة متنوعة من العينات من العصر الحجري، بما في ذلك العناصر البشرية والأدوات التي تم اكتشافها في مدينة حلب، عين دارة وإيبلا. كما يحتوي هذا القسم على أقدم مأوى للإنسان المتحضر يعود تاريخه إلى 8500 قبل الميلاد. 

أما القسم الثاني، فيتألف من مجموعة من القاعات المصنفة حسب المناطق الجغرافية السورية، وتخصصت لعرض الحضارات السورية. تعرض هذه القاعات العديد من القطع الأثرية من العصر البرونزي المستخرجة من حماة وأوغاريت، بالإضافة إلى تماثيل وكتابات مسمارية من ماري، وقطع أثرية اكتشفها ماكس مالوان في موقع تل براك. كما تشمل المعروضات مواد من العصر الحديدي وتماثيل آشورية تم العثور عليها في المواقع الأثرية في منطقة الجزيرة والفرات.

شاهد أيضاً: قلعة حلب

الخاتمة

في ختام مقالنا عن متحف حلب، نجد أن هذا المعلم التاريخي لا يمثل مجرد مجموعة من القطع الأثرية، بل هو شاهد حي على الحضارة الإنسانية وتاريخ مدينة حلب العريقة. يقدم المتحف نافذة إلى الماضي، حيث يجسد التنوع الثقافي والفني الذي شهدته المنطقة على مر العصور. إن الحفاظ على هذا المتحف يعتبر مسؤولية جماعية، فهو ليس فقط كنزاً وطنياً، بل هو أيضاً جزء من الهوية الثقافية للإنسانية جمعاء. لذا، يجب علينا جميعاً دعم الجهود الرامية إلى إعادة تأهيله وتطويره، لضمان أن تبقى قصص الأجداد حية في ذاكرة الأجيال القادمة. إن زيارة متحف حلب ليست مجرد تجربة ثقافية، بل هي دعوة لاستكشاف عمق التاريخ وفهم الروابط التي تجمعنا كمجتمع بشري.

شركة يوردس للسياحة والسفر
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
شركة يوردس للسياحة والسفر
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة