الوجهات السياحية
الأنشطة
واتساب

قلعة حلب

قلعة حلب

قلعة حلب

تقع قلعة حلب في مدينة حلب شمال سوريا، وتُعتبر واحدة من أكبر القلاع في العالم بفضل ضخامتها. يعود تاريخ هذه القلعة إلى عصور قديمة، حيث تتربع على تلة في وسط المدينة. للوصول إلى هذه القلعة المهيبة، يمكن الصعود عبر درج ضخم يمر من خلال بوابة مرتفعة في المنتصف، والتي تُقام على قناطر تتدرج في الارتفاع حتى تصل إلى البوابة الرئيسية.

dحيط بالقلعة سور شبه دائري وعدد من الأبراج التي تعود إلى حضارات متنوعة. داخل هذه القلعة الشامخة، نجد مدينة متكاملة تضم مباني وكنائس ومساجد وقاعات ومخازن وساحات ومسرحاً ومتاجر، بالإضافة إلى العديد من الآثار. وقد حظيت القلعة باهتمام خاص في عهد السلطان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، حيث تم إنشاء البوابة الرئيسية وبعض المنشآت داخلها.

يتألف المدخل الرئيسي للقلعة من هيكل ضخم يضم أبوابًا ودهاليز وقاعات مخصصة للدفاع وتخزين الذخيرة. في الجزء العلوي من هذا البناء، توجد قاعة كبيرة تُعرف بقاعة العرش، التي تزين واجهتها بزخارف حجرية رائعة، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف والقاعات. كما تحتوي على نوافذ صغيرة وكبيرة تطل على مناظر خلابة من حلب القديمة.

تُعتبر قلعة حلب واحدة من أجمل وأروع القلاع وأكبرها، حيث تتمتع بتاريخ حافل بالأحداث. كانت هذه القلعة مركزًا انطلاقًا للعديد من الحكام والملوك والقادة، وشهدت أبرز الأحداث في تاريخ الشرق، بدءًا من عصر الآراميين وصولًا إلى العصر الإسلامي.

معالم قلعة حلب

الأبراج

تحتوي القلعة على مجموعة من الأبراج، وأبرزها هو البرج الأول الذي يتميز بشكله المستطيل. تم تجديد بنائه في أواخر فترة المماليك خلال حكم "قانصوه الغوري"، كما تشير إلى ذلك النقوش الموجودة عليه. يحتوي البرج على نتوءات مخصصة لإلقاء القذائف والحمم الملتهبة على المهاجمين. بعد مسافة قصيرة، نجد البرج الثاني، بالإضافة إلى برج السفح الجنوبي الذي يقع خارج السور، مرتفعًا على نصف منحدر القلعة، ويبعد مسافة متوسطة بين الخندق والسور، حيث يتجه بابه نحو الشمال. هناك أيضًا البرج الشمالي المتصل بالثكنة التي أنشأها إبراهيم باشا عبر درج، بالإضافة إلى برج السفح الشمالي الذي يقع خارج السور في منتصف السفح ويتكون من أروقة. إلى الجنوب من هذا البرج، يوجد ممر يؤدي إلى البرج البارز الكبير في السور الشمالي للقلعة، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

الأبواب

تحتوي القلعة على عدة أبواب، أبرزها باب الحيات، الذي يُعتبر المدخل الرئيسي للبرج. يتميز هذا الباب بسمكه، حيث تم تدعيمه بمسامير حديدية كبيرة. وقد زُين مصراعا الباب بشرائط أفقية وحدوات خيل، وتعلوه كتابة تشير إلى تاريخ ترميمه. بعده يوجد باب ثانٍ، الذي زُين في أعلاه بنقش يصور أسدين متقابلين يتوسطهما شجرة.

يوجد الباب الثالث الذي يفتح لنا الطريق إلى ممار القلعة السرية وقنواتها تحت الأرض. ثم يأتي الباب الرابع، الذي يقع أمام ضريح "الخضر" ويتميز بنحت بارز على شكل أسدين، أحدهما يضحك والآخر يبكي، وهو يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي. أما باب الجبل، فيقع شرق باب القلعة وقد اكتمل بناؤه عام 1214م. بينما الباب الشمالي يقع في الطرف الشمالي لسور القلعة، وباب السر يؤدي إلى باب الأربعين القريب من حمام السلطان، والذي يطل على خندق القلعة من الجهة المقابلة.

القاعات

قاعة الدفاع الكبرى

تتكون القلعة من حجرات متجاورة تطل مباشرة على المدخل الرئيسي، وقد تم تجهيزها بكوات وثغرات بارزة لتمكين الدفاع عن القلعة من خلال قذف العدو بحمم القذائف الملتهبة والسوائل النارية والسهام. تشمل هذه البنية قاعة الدفاع الأولى، بالإضافة إلى حجرات الدفاع والمستودعات. كما تحتوي القلعة على قاعة كبرى تقع تحت مستوى الأرض، وفي زاويتها الشمالية الغربية توجد "كوة" تؤدي إلى مستودع كبير كان يُستخدم لتخزين الحبوب والمؤن وعلف الرواحل.

قاعة العرش

تُعتبر هذه القاعة واحدة من الأهم والأكبر، وقد أنشأها قايتباي. يتكون سقفها من تسع قباب تدعمها أربع دعائم مزخرفة تعود للعهد المملوكي. في الجدار الجنوبي للقاعة، توجد نافذة كبيرة تطل على المدينة، بالإضافة إلى ثماني نوافذ صغيرة موزعة في أرجاء المكان. 

كما يضم الموقع قصرًا ملكيًا جميلًا، يتميز ببابه الكبير والفخم الذي يعلوه مقرنصات مصنوعة من الحجارة السوداء والصفراء، مرتبة بشكل مداميك متساوية. أما أرضية القصر، فهي مبلطة بالرخام والمرمر والحجر المصقول، ويتوسطه حوض ماء. 

تم إنشاء سبيل ماء في جداره، بالإضافة إلى حمام يتكون من تسع حجرات وحجرة عاشرة مخصصة لخلع الملابس، وقد تم تجهيز الحمام بأنابيب من الفخار لتوفير المياه الحارة والباردة. 

داخل القلعة، يوجد أيضًا مسجد إبراهيم الخليل الذي شيده نور الدين زنكي عام 1162 م، وتم ترميمه عدة مرات بعد ذلك. كما تضم المنطقة الجامع الأموي الكبير وثكنة إبراهيم هنانو الواقعة شرق الجامع، بالإضافة إلى عدد من صهاريج المياه والآبار.

الساتورة والبئر الهنلستي والممرات تحت الأرض

لم يقتصر البناء في القلعة على ما هو فوق سطح الأرض، بل شمل أيضًا العديد من الآبار، مثل بئر الساتورة (البئر الأيوبي) والبئر الهلنستي، التي تمتد تحت الأرض حتى عمق 125 مترًا (410 أقدام) تحت سطح القلعة. كما أن الممرات تحت الأرض متصلة بالأبراج، ومن المحتمل أنها تمتد تحت الخندق لتصل إلى داخل المدينة.

الأهمية العسكرية

تُعتبر قلعة حلب واحدة من أكبر وأقدم القلاع في العالم، وتقع في قلب المدينة القديمة على هضبة ترتفع حوالي 40 متراً. تتميز القلعة بشكلها الإهليلجي، وتحيط بها خندق كان يُملأ بالماء خلال فترات الحروب. يُمكن الدخول إلى القلعة من خلال مدخل أمامي مزود ببرج يحتوي على شرفات دفاعية. في السابق، قبل عهد الظاهر غازي، كان هناك درج خشبي متحرك يربط بين المدخل الأمامي والخندق، وكان يُمكن رفعه أثناء الحروب، لكنه تحول لاحقاً إلى درج حجري ثابت.

تتموضع قلعة حلب على مرتفع طبيعي تم تعزيز ارتفاعه بشكل اصطناعي، مما جعله يتخذ شكل تل مرتفع في قلب المدينة. وقد أظهرت التنقيبات الأثرية وجود بقايا تعود إلى العصر الحثي، بما في ذلك معبد الإله تيشوب، بالإضافة إلى معبد الإله حدد الآرامي وغيرها من المعابد التي أُقيمت في فترات لاحقة. هذه الاكتشافات تؤكد أن القلعة كانت موجودة منذ الألف الثاني قبل الميلاد، أو على الأقل كان هناك مركز يُعرف بالأكروبول. أما أقدم المنشآت المتبقية حتى اليوم، فهي تعود إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، حيث تم بناء الأبراج والأبواب في العصر الأيوبي وتجديدها في العصر المملوكي.

الطراز المعماري للقلعة

تجسد عمارة القلعة التطور الذي حققته فنون العمارة العسكرية، من خلال تصميمها الفريد وأشكال أبراجها المتنوعة، سواء كانت مربعة أو مستطيلة أو سداسية. كما يتميز المدخل المتعرج والأعمدة العريضة في السور، مما يعزز من تماسك الجدران. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القلعة على مسامير حجرية في السور الضخم وكوات متعددة لرشق السهام، فضلاً عن الأبواب الحديدية المصفحة. كما تبرز العناصر الهندسية الزخرفية التي تضفي طابعاً جمالياً على المنشآت المدنية، مثل القصر الملكي، وقاعة العرش، وأعالي الأبواب.

بالإضافة إلى استخدام الممر الخارجي المكشوف، يُسمح للمدافعين بضرب المهاجمين الذين يتمكنون من اختراق خط الدفاع الأول. لا يؤدي الجسر مباشرة إلى المدخل الرئيسي، بل ينحرف بزاوية قائمة ليصل إلى المدخل، حيث يتكون ضلعا الزاوية من جدارين مزودين بالسقاطات ومرايا السهام، مما يتيح القضاء على المهاجمين ويمنعهم من استخدام الأداة التقليدية المعروفة باسم "الكبش" لتحطيم الأبواب. يُطلق على هذا النوع من المداخل اسم "المداخل المنكسرة" أو "الباشورة"، ويُنسب تصميمها إلى المعماريين العرب.

الخاتمة

تُعد القلعة رمزاً مميزاً للمدينة، حيث تُستخدم كشعار لجامعة حلب ومحافظة حلب، بالإضافة إلى كونها شعاراً للمجلس المحلي لمحافظة حلب الحرة الذي أُسس بعد دخول قوات المعارضة السورية إلى المدينة خلال أحداث معركة حلب، التي تُعتبر واحدة من أبرز المعارك في الأزمة السورية. كما تظهر القلعة على عدد من القطع النقدية السورية.

شركة يوردس للسياحة والسفر
عادة ما يتم الرد خلال 5 دقائق
شركة يوردس للسياحة والسفر
أهلا وسَهلًا 👋

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
بدء المحادثة