تُعتبر الأسطورة مصدرًا أساسيًا للمحاكاة الأدبية في التراث التركي القديم، ومن أبرزها أسطورة آلب أرتونغا، الذي يُعتقد أنه عاش في القرن السابع ونجح في هزيمة الجيوش الإيرانية.
السياحة في تركيا نشاط هام ومثير، إنها بلاد غنية جداً ثقافيا، وحضارتها وتاريخها غنية بالأساطير القديمة، وهنا من الضروري التعرف على مختلف الأساطير القديمة في تركيا وكيف أثرت على ثقافتها.
في الآونة الأخيرة، زادت التساؤلات حول رمز الذئب الأغبر ومعناه التاريخي، حيث يحظى هذا الرمز بتقدير كبير في دول تركستان الغربية والشرقية، وأذربيجان، وأفغانستان، وروسيا، وغيرها. يُعتبر الذئب رمزًا للمحارب، ولكنه أيضًا يُقرن بالخطر والدمار. في الثقافات المختلفة، يُنظر إلى الذئب بشكل متباين؛ ففي بعض الثقافات يُعتبر موقرًا، بينما يُثير الخوف في أخرى.
لا شك أنه من المهم معرفة الأساطير القديمة في تركيا وكيف أثرت على ثقافتها، تتضمن الأساطير التركية قصصًا عن الذئاب، مثل أسطورة آشينا، التي تروي كيف أنقذت أنثى ذئب رضيعًا تركيًا من الموت، مما أدى إلى تأسيس نسل الأتراك. يُعتبر الذئب رمزًا مقدسًا في حياة الأتراك، حيث ارتبطت به العديد من الأساطير التي تعكس هويتهم الثقافية وتاريخهم.
الأساطير القديمة في تركيا والتاريخية منها
فترات الأساطير التاريخية
تنقسم فترات الأساطير التاريخية إلى مرحلتين:
فترة ما قبل الإسلام
قبل اعتناق الدين الإسلامي، كان الأتراك يؤمنون بعدد من المعتقدات التي تشمل تقديس العناصر الطبيعية مثل الشمس والقمر. ومن بين الأساطير التركية ما قبل الإسلام، نجد:- أساطير الأويغور: يُعتبر الأويغور من أقدم الشعوب التركية، حيث لا يزالون يحتفظون بأصالتهم حتى اليوم. تشمل أساطيرهم نوعين رئيسيين: أساطير الهجرة وتصف الهجرات التي قام بها الأويغور بحثًا عن الاستقرار، حيث كانت النجوم والشمس والقمر تُعتبر عناصر مساعدة في توجيههم، وأساطير الانبعاث التي تتناول تجمع بعض القبائل الأويغورية بجوار بلاد الأناضول تحت حكم الدولة التركية الجديدة "غوك تورك"، حيث يُقدس الذئب كرمز ساعدهم في اختيار مناطق استقرارهم في الأساطير القديمة في تركيا.
- أساطير الحرب الكبرى: تتعلق بالحرب التي دارت بين الأتراك والإسكندر الأكبر، وتُعتبر من أكثر الأساطير التي تمجد القومية التركية.
- أسطورة ألب أر تونجا: تتناول الحرب التركية الإيرانية، حيث يُعتبر ألب أر تونجا بطلًا تاريخيًا.
فترة ما بعد الإسلام
من الضروري فهم الأساطير القديمة في تركيا وكيف أثرت على ثقافتها، تتناول هذه الأساطير الأحداث التاريخية التي شهدها الأتراك بعد دخولهم الإسلام، ومن أبرزها:- أسطورة سالتوق بوغرا: تتحدث عن زعيم قبيلة كاراهان الذي بذل جهوده لنشر الإسلام بين القبائل التركية.
- أسطورة ماناس: تُعتبر الأطول بين الأساطير التركية، حيث تتناول الصراع بين قبيلتي كاراهان وكاراهيتاي.
- أسطورة باطال غازي: تتعلق بالحرب التي خاضها القائد باطال غازي ضد الإمبراطور البيزنطي.
- أسطورة جينتش عثمان: تبرز بطولات الجندي العثماني عثمان في الحروب ضد القوى الأوروبية.
- أسطورة القوى الميلية: تتناول حرب التحرير التي خاضها الشعب التركي ضد الاستعمار بين عامي 1919 و1922.
- أسطورة جناق قلعة: تُعتبر من أكثر الحروب ضراوة في تاريخ الدولة العثمانية، حيث سطر المجاهدون العثمانيون أروع أمثلة التضحية والصمود.
الآلهة في الأساطير التركية
تعتبر الآلهة في الأساطير التركية قوى خلاقة حاكمة، وغالبًا ما تُجسد بصفات بارزة. لا يوجد مجمع آلهة كما في الثقافات الرومانية أو اليونانية، بل تُعتبر العديد من الكيانات كملائكة أو أرواح حارسة، مثل الإي، التي تتولى مسؤولية عناصر طبيعية معينة.تنغري
يُعتبر كوك تنغري أول الآلهة في الدين التركي القديم، ويُعرف أيضًا بالإله الخالق. تطورت التنغرية من أصولها الوثنية بعد هجرة الأتراك، وأصبح الدين أقرب إلى الزرادشتية. يمثل تنغري الله الصالح، بينما يُعتبر إرليك إله الجحيم. وُثقت عبادة تنغري لأول مرة في كتابات أورخون في القرن الثامن.الملاحم والقصص التركية
تتضمن الأساطير التركية العديد من القصص الوطنية، منها:- أسطورة الذئب الرمادي: تحكي عن طفل نجا من غارة، حيث وجدته ذئبة وأعادته إلى صحته. أنجبت الذئبة عشرة أبناء، أحدهم أسينا، الذي أصبح زعيمًا لعشيرة أشينا.
- أسطورة إرغينكون: تتحدث عن الأتراك الذين حوصروا في وادي إرغينكون لمدة أربعة قرون، حتى أخرجهم الذئب الرمادي أسينا.
- أسطورة أوغوز خاقان: تُعتبر أسطورة سياسية مركزية للشعوب التركية، حيث نجح الأتراك الأوغوز في حكم الأناضول وإيران.
- حكاية الأب قورقوت: تتضمن اثنتي عشرة قصة أسطورية لأتراك الأوغوز، وتُعتبر جزءًا من التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
أسطورة أسر صالور قازان وإخراج ابنه أوروز
تُعتبر أسطورة "أسر صالور قازان وإخراج ابنه أوروز" واحدة من الحكايات الشهيرة في كتاب دده قورقوت، الذي يجمع مجموعة من الأساطير المتعلقة بشعوب الأوغوز. يعود تاريخ هذا الكتاب إلى الفترة بين القرنين العاشر والحادي عشر، ويعكس الثقافة والتراث الشعبي للأتراك الأوغوز.ملخص الأسطورة
تبدأ القصة عندما يُهدى الحاكم الطرابزوني، كازان خان، صقرًا، ويخرج للصيد. أثناء الصيد، يتبع الصقر إلى كنيسة تومان، حيث يغلبه النعاس. في هذه الأثناء، يستغل الأعداء فرصة نومه ويهاجمون القلعة، مما يؤدي إلى استشهاد خمسة وعشرين من الشجعان وأسر كازان خان، الذي يُنقل إلى بئر في الكنيسة.تقلق زوجة كازان خان على حاله، فتذهب إلى البئر لتسأله عن حياته، فيخبرها بأنه "يأكل الطعام بين الأموات". تجد الزوجة وسيلة لإخراجه، لكن كازان خان يُحبس في حظيرة خنزير.
تمر السنوات، ويكبر ابن كازان خان، أوروز، دون أن يعرف عن أسر والده. عندما يكتشف الحقيقة، يغضب ويقرر إنقاذ والده. ينجح أوروز في قتل العديد من الأعداء بمساعدة زعماء آخرين.
أهمية الأسطورة
تُظهر هذه الأسطورة القيم الثقافية للشعوب التركية، مثل الشجاعة، الولاء، والعائلة. كما تعكس الصراعات الداخلية والخارجية التي واجهها الأتراك في تاريخهم، وتُعتبر جزءًا مهمًا من التراث الأدبي التركي.برج الفتاة في إسطنبول
الأسطورة الأولى: قدر الملك وابنته
تدور الأسطورة الأولى حول ملك قديم عاش في المنطقة، الذي كان لديه ابنة صغيرة. بعد أن حلم برؤية مروعة، تنبأ له العرّافون بأن ابنته ستلدغ من أفعى عندما تبلغ من العمر 18 عامًا. خوفًا من هذا القدر، قرر الملك بناء برج على جزيرة صغيرة في المضيق ليحمي ابنته من الخطر.ومع ذلك، رغم كل الاحتياطات، أصيبت الفتاة بمرض، واقترح الأطباء أن العنب هو العلاج. لكن القدر كان له رأي آخر، حيث ظهرت أفعى في سلة العنب ولغت الفتاة، مما أدى إلى وفاتها. ومن هنا، سُمي البرج ببرج الفتاة، ليبقى رمزًا للقدر الذي لا مفر منه.
الأسطورة الثانية: حب هيرو ولينادور
تتعلق الأسطورة الثانية بقصة حب مأساوية بين فتاة تدعى هيرو وشاب يُدعى لينادور. كانت هيرو راهبة تعيش في الجزيرة، ووقعت في حب لينادور الذي كان يسبح من الشاطئ لزيارتها. لكن حبهم كان سريًا، حيث كانت هيرو ملتزمة بتعهداتها الدينية.في يوم عاصف، غرق لينادور أثناء محاولته الوصول إلى حبيبته. لم تستطع هيرو تحمل الفراق، فانتحرت لتخلد اسم الجزيرة في تاريخ الحب لتصبح أحد الأساطير القديمة في تركيا وكيف أثرت على ثقافتها.